Monday, January 11, 2010

عطاء الكريم

قليل جداً من الناس فى الدنيا من يستطيع أن يواجه الموت دون خوف أو جزع ، قليل جدأً من يجرؤ على ذلك
هؤلاء هم الشهداء والأنبياء وأولو العزم من البشر ، أما الأغلبية فترتعش عظامها رهبة من الموت
والحق أن للموت رهبة كما أن فيه مصدر للحزن النابع من الفراق
لا بأس بالحزن الجميل الراقى الذى يستدعى البكاء، وقد حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم على موت ابنه إبراهيم ولكنه لم يقل أكثر من قوله : (يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون)
هذا الحزن النبيل المستسلم لقضاء الله هو المثل الاعلى فى الحزن
إن الموت فى ظاهره اختفاء من الدنيا ، وفى حقيقته رجوع الروح إلى بارئها ومنشئها وربها
وإذا كان فراق الأحبه فى الدنيا غربه ، وإذا كانت الغربه سحاباً يسقى الاحزان فتنمو، وإذا كان هذه مصيبة فإن هناك نعمة أخرى لا نراها فى الموت
هذه النعمة هى عودة الأنسان إلى الله ، والله تعالى هو أكرم الاكرمين وأرحم الراحمين
ألا تكون العودة إليه نعمة
وهناك ملحوظة ثانيه تغيب عن كثير من الناس وتلك هى أن الكريم إذا أعطى شيئاً لم يسترده، فإذا أسترده أعطى ما هو أكثر منه، والكرم أولى بالحق عز وجل، وهو سبحانه يعطى نعمة الحياة فإذا أستردها أعطى بدلاً منها نعمة الخلود فى الاخرة إلى جوار الله
وهذا يجعل الموت عرساً لا مأتماً، وهذا ما أدركه كثير من العارفين بالله العالمين بأجلهم القريب
منقول من جريدة الأهرام : صندوق الدنيا - أحمد بهجت